الأول : يقول ان حياته هي فريق الرجاء ; عشقها حتى النخاع منذ تعلم حب الكرة , وها هو ذا قد فقد حياته بسبب أقدام رجاء داسته ولم تقدر ابدا أنه طفل لم يتجاوز العاشرة من عمره
الثاني : ضوء عينيه هو الكوكب ; أسعد اوقاته تلك التي يرى فيها فريقه يلعب فيتميز وينتصر ; وها هو ذا قد فقد عينه بسبب قذيفة نارية طائشة لم تعرف وجهة لها سوى مقلة شاب ما زالت ورود الدنيا لم تفتح في عينيه
والثالث : قلبه ينبض بحب الجيش; سعادة تغمره حين يرافقها في مبارياتها ويستشيط غضبا عندما تكون دون المستوى; وها هو قلبه قد توقف بصفير الحكم الذي أعلن انهزام فريقه ظلما , وانتهاء المشوار الذي ختم بوفاته ولم يختم للعسكريين بنهاية المباراة
والرابع جوارحه هي الوداد , يشجعها بكل ما يملك ;;; يديه تلوح حبا لها , ولسانه يصرخ باسمها ورأسه مع قدميه يتمايلون مع انتصارها , وها هو ذا قد استغنت عنه جوارحه , فصار عاجزا لا يستطيع الحراك او التمايل مثل السابق, لا يستطيع سوى سماع انغام الجمهور تشجع وداده لتدمعه عينه على اليوم الذي كان فيه مشجعا بينهم
والخامس وظف علمه لخدمة الاولمبيك , عشق خريبكة وعمل معها بكل كد , وها هو ذا يفقد يده; وسيلة عمله الوحيدة ليصبح بعدها بدون مستقبل وهو الذي فتحت له آفاق المهنة منذ عرف كيف يحب البشر ويحب بعدهم الكرة
وسادس وسابع وعشرات ومئات وآلاف , فقدوا غاليا ورخيصا من أجل فرق يحبونها, لم يكن لديهم ذنب سوى أنهم عشقوا الكرة وعشقوا معها فرقا تمنوا مشاهدتها وحضور أمجادها لتكون النتيجة أن فقدوا ارواحهم أو خسروا أجزاء من أجسادهم في صدامات تافهة ونزاعات في الملاعب بدون سبب ;أو بسبب أخطاء غير مقصودة ممن رافقوهم , وشاركوهم متعة الكرة , ليكون المصير الختامي لهم ; الاهمال والنسيان كأنهم ما كانوا وما خسروا
فمن المسؤول يا ترى
هل هو جمهورنا الذي يفتقد روح الصبر والتسامح والتشجيع الحضاري في الملاعب
ام هم مسؤولونا العاجزون عن تأمين ظروف آمنة ولا ئقة لمن يخسرون وقتهم ومالهم من أجل متعة الكرة
ام المسؤول هو ذلك الاحساس الذي نكنه لتلك المستديرة , حب هستيري يجري في دمائنا فيجعلنا عاجزين عن التحكم في مشاعرنا عندما نراها تتقافز أمامنا , فلا نرى من بشر او جماد غيرها
موضوع: الفــــاهم يفــــــهم !!! 
الأربعاء أكتوبر 03, 2007 8:59 pm
