_…ـ-*™£ مرض النوم الافريقي£ ™*-ـ…_

من المنتظر أن تقوم شركة بريستول مايزر سكويب، وهي من أكبر شركات الدواء الأمريكية، بتوفير عقَّار الـ Eflornithine لعلاج أحد الأمراض الفتاكة المنتشرة بالقارة السمراء، وذلك بدون مقابل، نظير قيامها بطرح هذا الدواء لغرض علاجي آخر وهو إزالة الشعر الزائد بالوجه.

ومن الجدير بالذكر أن عقَّار الـ eflornitinre هو علاج أساسي وهام لأحد الأمراض الطفيلية الفتاكة المتوطنة بإفريقيا، ويسمي Sleeping Sickness أي "مرض النوم"، وهو ينشأ نتيجة لقيام ذبابة "التسي تسي" بنقل الطفيل الحامل للمرض عن طريق لدغ الضحية ، حيث يقوم الطفيل بمهاجمة الدم والغدد الليمفاوية، ثم الجهاز العصبي المركزي، مما يسبب دمارًا شديدًا بأنسجة المخ، وغالبا ما يؤدي لحدوث الوفاة إذا لم يُعالج المريض على وجه السرعة.

ويذكر أن هذا العقار لم يعد متوافرًا في سوق الدواء العالمية؛ نظرًا لتوقف الشركة المنتجة عن تصنيعه عام 1999 وقيامها بمنح رخصة إنتاج العقار لمنظمة الصحة العالمية (WHO) ومن جانبها، فقد سعت منظمة الصحة العالمية لمعاودة إنتاج هذا العقار مرة أخرى نظرًا للحاجة الملحة إليه. في هذا لصدد، نجحت المنظمة في إقناع شركة بريستول مايزرسكويب بإنتاج الدواء مقابل الترخيص لها، بتسويقه على هيئة كريم يُستخدم في إزالة شعر الوجه، ويقول الدكتور جان جانين – رئيس لجنة مراقبة ومتابعة هذا المرض، والذي ينتشر في جنوب الصحراء الإفريقية، والتابع لمنظمة الصحة العالمية: "مما يثلج الصدر عودة إنتاج هذا العقار الذي لا غنى عنه لعلاج هذا المرض الفتاك". ويستطرد الدكتور جانين: "سوف تقوم المنظمة بتوقيع اتفاق مع شركة بريستول مايزر سكويب بإنتاج الدواء ـ مقابل الترخيص لها بتسويقه على هيئة كريم يُستخدم في إزالة شعر الوجه ـ في غضون الأيام القادمة.

ومن ناحية أخرى، أعلنت منظمة أطباء بلا حدود، وهي منظمة خيرية حاصلة على جائزة نوبل لعام 2000 أن الشركة الأمريكية قد قررت توفير الدواء لإفريقيا بالمجان لمدة 3 سنوات قادمة. وفيما يتعلق بتوفير هذا العقار على المدى الطويل، وخاصة بعد مدة السنوات الثلاث، يقول الدكتور دانيل بيرمالن من منظمة أطباء بلا حدود: "إن المنظمة بصدد التفاوض مع الشركة الأمريكية بهدف توفير حقن الـ eflorthinie بسعر مناسب مثل 10 دولارات أمريكية للحقنة، ويحتاج المريض عادة إلى 7 حقن للعلاج".

يُذكر أن النقص الذي حدث في توفير العقار خلال السنتين الماضيتين قد أدى بمنظمة أطباء بلا حدود لاستخدام عقار بديل يسمى Melarsopro إلا أنه تسبب في مقتل 3-5% من المرضى الذين خضعوا للعلاج به.



ما هو مرض النوم ؟

هو مرض متوطن بالعديد من الدول الإفريقية، وعلى رأسها أنجولا وأوغندا وزائير والسودان.



أسباب المرض

ترجع الإصابة بالمرض إلى نوعين من الطفيليات هما:

1- trypanosoma Bruceri rhidesiense

2- Trypanosoma bruceri gambiense

والأول هو الأكثر خطورة، وبعدما تتم العدوى عن طريق ذبابة التسي تسي، والتي تنقل الطفيل عن طريق لدغ الضحية ـ يقوم الطفيل بإصابة الدم والغدد الليمفاوية، ثم الجهاز العصبي المركزي؛ حيث تظهر أعراض المرض.



أعراض المرض

تورم واحمرار في موضع اللدغة، وحُمى، وصداع، وزيادة إفراز العرق، وتضخم في جميع العقد الليمفاوية. وعندما يصيب الطفيل المخ تظهر بعض الأعراض مثل الفزع وتقلبات المزاج، بالإضافة إلى صداع وهزال مع ضعف عام، وعادة ما تحدث الوفاة في خلال شهور من العدوى نتيجة لهبوط بالدورة الدموية وفشل في وظائف القلب.



الوقاية

يجب القضاء على ذبابة التسي تسي ناقلة المرض، بالإضافة إلى استخدام عقار البنساميدين، إلا أنه غير فعال في الوقاية من النوع الأول.



العلاج

يشتمل العلاج الحالي على كل من سورامين (Suramin) وميلارسوبرول (Melasrsoprai) والبنتاميين (Pentamidine) ويعد عقار الـ Trovofloxacin هو أحدثها وأفضلها على الإطلاق.

الجدير بالذكر أن الإصابة بطفيل Rhodesiense تنتهي في الغالب بالوفاة، ويجب البدء في العلاج عقب العدوى مباشرة، وخاصة في أثناء المرحلة الأولى، والتي يوجد بها الطفيل في الدم قبل انتشاره ووصوله إلى أنسجة المخ.

كما يتسبب المرض في مشاكل عديدة مثل: أخطاء الإصابة أمثال قيادة السيارات؛ نتيجة نوبات النوم المفاجئة التي يتعرض لها الشخص، بالإضافة إلى تلف أنسجة المخ المستمر. من ناحية أخرى، تعد منظمة أطباء بلا حدود من أكثر المنظمات المساهمة في علاج المرض في العديد من البلدان الإفريقية، فعلى سبيل المثال استطاع أطباء هذه المنظمة علاج ما يقرب من 900 حالة مرضية في أوغندا وحدها العام الماضي.

يذكر أن تكلفة علاج هذا المرض في المرحلة الأولى منه هي 5 دولارات أمريكية، أما في المرحلة الثانية منه فإن التكلفة العلاجية تصل إلى 70 دولارًا أمريكيًّا، وهى تكلفة علاجية باهظة نسبيا، أخذًا في الاعتبار حالة الفقر الشديد لمعظم البلدان الإفريقية، والتي يأتي المرض على عشرات الآلاف من سكانها سنويًّا.